ضاقت بي السبل
فهل لي من سبيل
ما عادت العودة مجدية
ولا مواصلة المسير
سقط مني سيفي في الساحة
ما أملك حتى فرسي
والمدد عني بعيد
والنصر شيء عسير
على ما أذكر
الحرب كانت دائرة
قاتلت فيها بشرف
بسيف ، بدرع
ممتطيًا حلمٌ كبير
السبب في القتال
فتاة...ربما
لا أذكر
فشمس الظهيرة حارقة
ورائحة جنودي القتلى
بدأت تفوح وتطير
كل ما أذكر
أني كنت
على رأس جيش
قائد حينها
كنت أحمل لقب أمير
جيشي المكون من قلب
من حب وعشق
من سحاب أبيض
من قمر ونجوم
جيش ضعيف ، ليس بالكثير
يواجه أعداء بالآلاف
مكونين من الدنيا
من حظ عاثر
من ظروف وفقر
وعسر حال
قائده المصير
رغم ذلك حاربت
ولا أنكر
انني انتصرت
فقط في بعض المواقع
ربما
لحسن حظي
حينما
كنت يومًا ما
لدي حظًا وفير
وتعمدت أن أواصل
كل الأسف
أن أفكر أن أواصل
لكن مثلي
لا يحسبها
ينظر تحت قدميه
نظره قصير
وكانت النتيجة أن
خسرت أمامهم
ولم أنسحب
رغم أن جيشي
فر من الميدان
بعدما سقط أغلبه
بين جريح وقتيل
و أسير
تكربست من فوق فرسي
الذي كنت أمتطيه
رغم أني
في الحب أبو الفوارس
أيام تحاكى الناس عني
ألقوا فيَّ شعرًا
وقصوا عني الأساطير
بنيت في الماضي
قصورًا مشيدة
محاطة بجنات عدن
بأنهار وزرع وورود
وبساتين
تعبق المكان بأجمل عبير
فجأة
أصبحت قصوري خرابًا
وورودي ذابلة
بساتيني
خاوية على عروشها
كأنها
أصابها يومًا عاصف مطير
ورغم كوني
كنت صاحب دولة
إلا أني
مصاب بالوهن
رث الثياب ، فقير
مع أنني
في شئون دولة الحب
حاكمٌ خبير
أقف الأن
بعد كل معاركي
في الساحة
فوق اشلاء جيشي
وخيط من الدماء
ينساب فوق صدري
خارجًا من قلبي
جرحًا لا يُرى
لكني به بصير
وأذكر الأن
في لحظة موتي
نصيحة مضت
لم أعمل بها
حينما قالوا لي
تنازل عن عرشك
عن مملكتك
أليس لديك عقل رشيد
فترى
أو تسمع كلام من آتاك نذير
عبثًا ما قالوا وما أقول
ليتني تنازلت
أو لم تكن لدي في العشق دول
أو ممالك
ليتني خُلقت
في الحب
مجرد أجير
ولكن مثلي
لا يسمع للنصائح
فقط يتبع الهوى
يخاف ضياع السلطة
وعلى العرش يغير
وكعادتي
تعمدت أن أواصل
كل الأسف
أن أفكر أن أواصل
ولكن مثلي
يتحدى الأقدار في ممالكها
وتحدي الأقدار
جنون وعبث
سوء تدبير
ربيع سالـم