20-1445-شوال
  • Your IP: 3.145.105.108
  • Visitors: 910034 - Members: 921
دخول الفيس بوك
English



ÇäÊ ÞÇÏã ãä ÓæÇáÝ ßæã ---> حكم وعبر إسلامية ---> " قد أفلح المؤمنــون "
Member äÔÑ Ýí: 10/7/2012

" قد أفلح المؤمنــون "

龂: Rabie

 

يقول الله - عز من قائل - في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم " قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن إبتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون * " صدق الله العظيم سـورة المؤمنون ( 1 : 11 )

والقارئ المتأني لتلك الآيات الكريمة يرى فيها منهاج للإيمان والفلاح ، وقد قصدنا قول الإيمان قبل الفلاح، فالأخير – أي الفلاح - هو عائد علينا من الأول - وهو الإيمان - ومن ثم يستوجب علينا الإيمان لننال الفلاح .
وهنا يثير ما سبق الكثير من الأسئلة في أذهاننا ونفوسنا ، مثلاً : ما هو الإيمان ؟، وكيف يكون ؟ ، وما هو الفلاح؟ وأيضًا ما العائد الملموس الذي سيظهر في قيمة الفلاح ؟ .

بالنظر إلى السؤال الأول : ما هو الإيمان ؟ . إن الكثيرين منا قد يعتقدوا أن كل مسلم مؤمن ، وليس معنى هذا أن المسلم هنا يكن في موضع التشكيك في إسلامه أو نعته بالكفر ، شتان بين هذه وتلك . فلا يجوز نعت مسلمًا بالكفر لأن من نعت أخًا له أو أختًا بالكفر فإن نعته هذا إن لم يكن فيمن نعته انقلب عليه لفظه إليه ليصبح هو المنعوت بالكفر . أما المسلم ليصل إلى مرتبة المؤمن تلزمه بعض الصفات حتى يصل إلى تلك المرتبة وهي التي حددتها الآيات الكريمة السابقة وليست بالصعوبة أو الشقاء لتحقيقها .

ولفظ الإيمان يقصد به موافقة القول للفعل واقترانه به ، بمعنى عدم مخالفة هذا لذاك . ومن ثم تكمن حقيقة الإيمان في التوكل على الله في قولك ومن ثم إتباعه بالفعل الذي يقره ويصدقه . ففي حقيقة الإسلام والإيمان روي عن أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الإسلام علانية ، والإيمان في القلب – ثم يشير بيده إلى صدره – التقوى هاهنا ، التقوى ها هنا " رواه أبو يعلى

ومن ثم يتضح أن القول يستلزمه تصديق للقلب ، وإن صدق القلب وأقترن بالفعل وقع الإيمان . ففي حقيقة الإيمان روي عن الحارث بن مالك الأنصاري ، أنه مر برسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال له الحبيب المصطفى : " يا حارث ، كيف أصبحت ؟ " ، فقال : " أصبحت مؤمنًا حقًا " . قال : " أنظر ما تقول ، إن لكل شيء حقيقة ، فما حقيقة إيمانك " ، قال : عزفت عن الدنيا نفسي ، وأظمأت نهاري – كناية عن صيامه-، وأسهرت ليلي – كناية عن قيامه الليل مصليًا وذاكرًا لله - ، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وكأني أنظر إلى أهل النار يتصايحون فيها " . قال : " يا حارث عرفت فألزم " ثلاث مرات . أي إلزم الصمت ولا تخبر به أحدًا .
وأيضًا روي عن أنس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ومعاذ رديفه على الرحل- قال: " يا معاذ بن جبل " ، قال : " لبيك يا رسول الله وسعديك " ( ثلاثًا ) ، قال : " ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار " ، قال : " يا رسول الله ، أفلا أُخبر بها الناس فيستبشروا ؟ ، قال : " إذا يتكلوا " – أي يعتمدوا على هذا القول بلا عمل – رواه البخاري ومسلم
وأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا – أ ي تحرجًا من الوقوع في إثم كتمان العلم .

ولا شك في تبيان حقيقة الإيمان ومدى ضرورة الحرص عليه و البعد عن مخالفة القول للفعل وضرورة التأكيد على تصديق ما في القلب بالفعل وهو المعرفة الحقة بمعنى الشهادتين .

وهنا نجد أنفسنا في مقابل سؤالنا الثاني : كيف يكون الإيمان ؟ . إن الآيات الكريمة الأولى من سورة المؤمنون هي ذلك المنهاج القيم والدال والمرشد على حقيقة الإيمان وكيفية إدراك تلك الحقيقة واتخاذ الطريق لرضا الله ولنعتنا بصفة المؤمنون .
وسورة المؤمنون مكية ، لما نزلت على صلى الله عليه وسلم كان بين أصحابه ، فأستحضر صلى الله عليه وسلم قدوم جبريل – عليه السلام – فأعتدل جهة القبلة ودعا الله بما فتح عليه من دعائه ، وأستقبل الآيات ثم قال لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة .

وقد أنبأنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر عن أبي عمران عن يزيد بن بابنوس قال قلنا لعائشة أم المؤمنين كيف كان خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ، فقرأت « قد أفلح المؤمنون » حتى انتهت إلى « والذين هم على صلواتهم يحافظون » قالت هكذا كان خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نعم ، هكذا كان خُلقه – صلى الله عليه وسلم – . كان خُلقه الإيمان . ولقد كان لنا في رسول الله أُسوة حسنة، وعليها حددت الآيات العشر الأولى كما قال صلى الله عليه وسلم الأعمال التي توجب دخول الجنة ، أو بالأحرى تجعلنا في مرتبة المؤمنون لنفوز في النهاية برضا الله في الدنيا وفي الآخرة ، وذلك هو الفوز العظيم .

وقوله تعالى « قد أفلح المؤمنون » أي قد فازوا وسعدوا وحصلوا على الفلاح وهم المؤمنون المتصفون بهذه الأوصاف التي نزلت مقترنة بالإيمان والفلاح وهي كالتالي :
1- « الذين هم في صلاتهم خاشعون » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « خاشعون » خائفون ساكنون
وقال الحسن البصري كان خشوعهم في قلوبهم فغضوا بذلك أبصارهم وخفضوا الجناح وقال محمد بن سيرين كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة فلما نزلت هذه الآية « قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون » خفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم

والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها واشتغل بها عما عداها وآثرها على غيرها وحينئذ تكون راحة له وقرة عين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والنسائي ، عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حبب إلي الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة .


2- وقوله « والذين هم عن اللغو معرضون » أي عن الباطل وهو يشمل الشرك كما قاله بعضهم والمعاصي كما قاله آخرون ومالا فائدة فيه من الأقوال والأفعال . مثل اجتناب الغيبة والنميمة ومايخدش الحياء أو الحديث حول معصية أو أذى والنكات السافلة وغيرها من المحرمات . فقد روي عن صفوان بن سليم قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن ؟ ، الصمت وحسن الخُلق " .

3- وقوله « والذين هم للزكاة فاعلون » الأكثرون على أن المراد بالزكاة ههنا زكاة الأموال مع أن هذه الآية مكية وإنما فرضت الزكاة بالمدينة في سنة اثنتين من الهجرة والظاهر أن التي فرضت بالمدينة إنما هي ذات النصب والمقادير الخاصة وإلا فالظاهر أن أصل الزكاة كان واجبا بمكة قال تعالى في سورة الأنعام وهي مكية « وآتوا حقه يوم حصاده » وقد يحتمل أن يكون المراد بالزكاة ههنا زكاة النفس من الشرك والدنس ، وقد يحتمل أن يكون كلا الأمرين مرادا وهو زكاة النفوس وزكاة الأموال فإنه من جملة زكاة النفوس والمؤمن الكامل هو الذي يفعل هذا وهذا والله أعلم .

4- وقوله « والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ماملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون » أي والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام فلا يقعدون فيما نهاهم الله عنه من زنا ولواط لا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم أو ما ملكت أيمانهم من السراري ومن تعاطي ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج ولهذا قال « فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك » أي غير الأزواج والإماء « فأولئك هم العادون » أي المعتدون وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة أن امرأة اتخذت مملوكها وقالت تأولت آية من كتاب الله « أو ما ملكت أيمانهم » فأتى بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تأولت آية من كتاب الله عز وجل على غير وجهها قال فضرب العبد وجز رأسه وقال أنت بعده حرام على كل مسلم هذا أثر غريب منقطع ذكره ابن جرير في تفسير أول سورة المائدة وهو ههنا أليق وإنما حرمها على الرجال معاملة لها بنقيض قصدها والله أعلم وقد استدل الإمام الشافعي رحمه الله ومن وافقه على تحريم ممارسة العادة السرية .

5- وقوله « والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون » أي إذا اؤتمنوا لم يخونوا بل يؤدونها إلى أهلها وإذا عاهدوا أو عاقدوا أوفوا بذلك لا كصفات المنافقين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " .

6- وقوله « والذين هم على صلواتهم يحافظون » أي يواظبون عليها في مواقيتها كما قال ابن مسعود سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : " يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها" ، قلت:
" ثم أي ؟ ، قال : " بر الوالدين " ، قلت : " ثم أي ؟ " ، قال : " الجهاد في سبيل الله " .

وقد افتتح الله ذكر هذه الصفات الحميدة بالصلاة واختتمها بالصلاة فدل على أفضليتها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن .

وبعد أن عرضنا لموجبات الإيمان ، نجيء إلى سؤالنا : ما هو الفلاح ؟ . والفلاح في المعنى هو الفوز والسعادة والكسب . ففي النداء على الصلاة : " حي على الفلاح – حي على الفلاح " ، فالدعوة إلى الفلاح هي دعوة للفوز العظيم والكسب اللي نرتضيه .
وهنا يفرض سؤالنا الأخير نفسه : ما العائد الملموس الذي سيظهر في قيمة الفلاح ؟

قال تعالى : « أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون » وثبت في الصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سألتم الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن " ، وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله " ، فذلك قوله « أولئك هم الوارثون »

وقال ابن جريج عن الليث عن مجاهد « أولئك هم الوارثون » قال ما من عبد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النارفأما المؤمن فيبني بيته الذي في الجنة ويهدم بيته الذي في النار وأما الكافر فيهدم بيته الذي في الجنة ويبنى بيته الذي في النار وروي عن سعيد بن جبير نحو ذلك فالمؤمنون يرثون منازل الكفار لأنهم خلقوا لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له فلما قام هؤلاء المؤمنون بما وجب عليهم من العبادة وترك أولئك ما أمروا به مما خلقوا له أحرز هؤلاء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا ربهم عز وجل وهذه الآية كقوله تعالى « تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا » ، وكقوله « وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون » .

ولنعلم مدى الفوز ومدى الفلاح الذين يعود علينا من الإيمان ، فعن المعلى بن هلال ، أن رسول – صلى الله عليه وسلم – قال : " لما خلق الله الجنة بيده ، وجعل فيها ما شاء من كرامته ، ثم نظر إليها ، قالت : " قد أفلح المؤمنون " .
وعن أبى العالية قال : خلق الله الجنة وأذن لها في الكلام ، فكان أول كلمة تكلمت بها : " قد أفلح المؤمنون " . وفي قول أخر عن قتادة أن كعبًا قال : أن الله قال للجنة تكلمي ، فقالت : " قد أفلح المؤمنون " ، ثم قال لها : تزيني ، فتزينت . فقال لها : تكلمي ، قالت : طوبى لعبد رضيت عنه .

إخواني ، لقد نادتنا الجنة ، هلموا إلى الإيمان وموجباته ، هلموا إلى جوار الله . اللهم ربي جوارك ، اللهم ربي جوارك ، اللهم ربي جوارك . وذلك هو الفوز العظيم . والله أعلم .

نسألكم خير الدعاء وخالص النية في الخير لنا ولسائر المسلمين ، اللهم ربنا انصرنا نحن عبادك في الأرض ومكن لنا فيها لنمكن لهذا الدين وأنت الغني عنا ونحن الفقراء إليك ، إن شئت أن تعز دينك وحدك كان ، وما نحن بمعجزين . فاللهم أعزنا بالإسلام ، وأعز الإسلام بنا . وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



Comments_Ico
Topic_Separator
ÅÖÇÝÉ ÊÚáíÞ
  • ÇáÚäæÇä
  • ÇáÊÚáíÞ
 
ÊÓÌíá ÇáÏÎæá

جميع العلامات التجارية وحقوق التأليف والنشر على هذه الصفحة هي ملكية أصحابها. والتعليقات المنشورة هي ملكية واضعها على الموقع. والآراء التي يقدمها الأعضاء على هذا الموقع هي آراؤهم الخاصة ولا تعبر بالضرورة عن رأي قطركوم وقطركوم ليست مسؤولة عن أي مواد مقدمة إلى الموقع. وأي مادة يتم نشرها لا يتم الموافقة عليها أو مراجعتها من فبل صاحب الموقع


All trademarks and copyrights on this page are owned by their respective owners. Comments are owned by the Poster. The views reflected by members on this site are their own and do not necessarily reflect those of Qatarom.com. and is not responsible for any material submitted to the site. Any material posted is not endorsed, reviewed or approved by the Website Owner.